فصل: تفسير الآية رقم (107):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير ابن عبد السلام (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (75):

{وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75)}
{نَادَانَا} دعانا على قومه بالهلاك لما يئس من إيمانهم ليطهر الأرض منهم، أو ليكونوا عبرة لغيرهم ممن بعدهم.

.تفسير الآية رقم (76):

{وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76)}
{وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ} كانوا ثمانية. نوح وأولاده الثلاثة وأربع نسوة {الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} أذى قومه، أو غرق الطوفان.

.تفسير الآية رقم (77):

{وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77)}
{هُمُ الْبَاقِينَ} فالناس كلهم من ذريته العرب والعجم أولاد سام والروم والترك والصقالبة أولاد يافث والسودان أولاد حام (ع).

.تفسير الآية رقم (78):

{وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (78)}
{وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى الأَخِرِينَ} الثناء الحسن، أو لسان صدق للأنبياء كلهم، أو قوله: {سَلاَمٌ على نُوحٍ فِي العالمين} [الصافات: 79].

.تفسير الآية رقم (83):

{وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83)}
{شِيعَتِهِ} من أهل دينه، أو على سنته ومنهاجه يعني إبراهيم من شيعة نوح، أو شيعة محمد صلى الله عليه وسلم قيل الشيعة الأعوان أخذ من الأشياع الحطب الصغار يوضع مع الكبار لتعين على وقودها.

.تفسير الآية رقم (84):

{إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84)}
{سَلِيمٍ} من الشك (أو ناصح لله تعالى في خلقه، أو الذي يحب للناس ما يحب لنفسه وسلم الناس من غشه وظلمه وأسلم لله تعالى بقلبه ولسانه)، أو مخلص، أو لا يكون لعاناً.

.تفسير الآية رقم (89):

{فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89)}
{فَقَالَ إِنِّى سَقِيمٌ} استدل بها على وقت حمى كانت تأتيه، أو سقيم فيما في عنقي من الموت، أو بما أرى من قبح عبادتكم لغير الله تعالى، أو سقيم لعلة عرضت له، أو أرسل إليه ملكهم بأن يخرج معهم من الغد إلى عيدهم فنظر إلى نجم فقال إن هذا النجم لم يطلع قط إلا طلع بسقمي فكابد نبي الله صلى الله عليه وسلم عن دينه، سقيم: أي طعين وكانوا يفرون من المطعون وهذه خطيئته التي قال اغفر لي خطيئتي يوم الدين وعدها الرسول صلى الله عليه وسلم من كذبه في ذات الله.

.تفسير الآية رقم (91):

{فَرَاغَ إِلَى آَلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91)}
{فَرَاغَ إِلَى ءَالِهَتِهِمْ} ذهب، أو مال إليهم، أو أقبل عليهم، أو أحال عليهم {أَلا تأْكُلُونَ} استهزاء بهم، أو وجدهم خرجوا إلى العيد وجعلوا لأصنامهم طعاماً كثيراً فقال لها ألا تأكلون تجهيلاً لمن عبدها وتعجيزاً لها.

.تفسير الآية رقم (93):

{فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93)}
{بِالْيَمِينِ} اليد اليمنى لأن ضربها أشد، أو باليمين التي حلفها في قوله: {وتالله لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ} [الأنبياء: 57] أو اليمين القوة وقوة النبوة أشد.

.تفسير الآية رقم (94):

{فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94)}
{يَزِفُّونَ} يجرون (ع)، أو يسعون، أو يتسللون، أو يرعدون غضباً، أو يختالون وهو مشية الخيلاء ومنه أخذ زفاف العروس إلى زوجها، (وقوله يتسللون حال بين المشي والعدو ومنه زفيف النعامة لأنه بين المشي والعدو).

.تفسير الآية رقم (98):

{فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98)}
{الأَسْفَلِينَ} في الحجة، أو في جهنم، أو المهلكين لأن الله تعالى عقب ذلك بهلاكهم، أو المقهورين لخلاصه من كيدهم فما أحرقت النار إلا وثاقه وما انتفع بها يومئذ أحد من الناس وكانت الدواب كلها تطفئ النار عنه إلا الوزغ فإنه كان ينفخها عليه فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتقله.

.تفسير الآية رقم (99):

{وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99)}
{ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّى} منقطع إليه بالعبادة، أو ذاهب إليه بقلبي وديني وعملي، أو مهاجر إليه بنفسي من أرض العراق وهو أول من هاجر من الخلق مع لوط وسارة إلى حران، أو الشام. {سَيَهْدِينِ} إلى طريق الهجرة، أو الخلاص من النار، أو إلى قول حسبي الله عليه توكلت.

.تفسير الآية رقم (101):

{فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)}
{بِغُلامٍ} إسماعيل، أو إسحاق {حَلِيمٍ} وقور.

.تفسير الآية رقم (102):

{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)}
{السَّعْىَ} مشى معه، أو العمل، أو العبادة، أو العمل الذي تقوم به الحجة وكان ابن ثلاث عشرة سنة {أَرَى فِى الْمَنَامِ} قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «رؤيا الأنبياء وحي» {مَاذَا تَرَى} من صبرك وجزعك، أو قاله امتحاناً لصبره على أمر الله تعالى ولم يقل ذلك استشارة. {مِنَ الصَّابِرِينَ} على القضاء، أو الذبح. فوجده صادق الطاعة سريع الإجابة قوي الدين.

.تفسير الآية رقم (103):

{فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103)}
{أَسْلَمَا} اتفقا على أمر واحد، أو سلما لأمر الله تعالى فسلم إسحاق نفسه لله تعالى وسلم إبراهيم أمره لله تعالى {وَتَلَّهُ} صرعه على جبينه (ع) فالجبين ما عن يمين الجبهة وشمالها، أو أكبه لوجهه، أو وضع جبينه على تل قال إسحاق: «يا أبتِ إذبحني وأنا ساجد ولا تنظر إلى وجهي فقد ترحمني فلا تذبحني».

.تفسير الآية رقم (105):

{قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)}
{صَدَّقْتَ الرُّؤْيَآ} عملت بما رأيته في النوم وكان رأى أنه قعد منه مقعد الذابح ينتظر الأمر بإمضاء الذبح ففعل ذلك، أو رأى أنه أمر بذبحه بشرط التمكين فلم يمكن وكان كلما اعتمد بالشفرة انقلبت وجُعل على حلقه صفيحة من نحاس، أو رأى أنه ذبحه وفعل ذلك فوصل إلى الأوداج بلا فصل، والذبيح (إسحاق) بن سارة كان له سبع سنين وكان مذبحه من بيت المقدس على ميلين ولدته سارة ولها تسعون سنة ولما علمت ما أراد بإسحاق بقيت يومين وماتت في الثالث، أو إسماعيل مذبحه بمنى عند الجمار التي رُمي إبليس منها في كل جمرة بسبع حصيات فَجمر بين يديه أي أسرع فسميت جماراً، أو ذبحه على الصخرة التي بأصل الجبل بمنى.

.تفسير الآية رقم (106):

{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106)}
{الْبَلآؤُاْ الْمُبِينُ} الاختبار العظيم، أو النعمة البينة.

.تفسير الآية رقم (107):

{وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)}
{بِذِبْحٍ} كبش من غنم الدنيا (ح)، أو كبش نزل من الجنة وهو الذي قربه أحد ابني آدم فتقبل منه (ع)، أو كبش رعى في الجنة أربعين خريفاً، أو تيس من الأروى أُهبط عليهما من ثبير (ح) والذِبح المذبوح وبالفتح فعل الذبح {عَظِيمٍ} لرعيه في الجنة (ع)، أو لأنه ذبح بحق (ح)، أو لأنه متقبل.

.تفسير الآية رقم (108):

{وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108)}
{وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى الأَخِرِينَ} الثناء الحسن، أو أن يقال {سَلاَمٌ على إِبْرَاهِيمَ} [الصافات: 109].

.تفسير الآية رقم (123):

{وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123)}
{إِلْيَاسَ} إدريس (ع)، أو نبي من ولد هارون وجوز قوم أن يكون إلياس بن مضر.

.تفسير الآية رقم (125):

{أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125)}
{بَعْلاً} رباً بلغة أزد شنوءة وسمع ابن عباس رضي الله تعالى عنهما رجلاً من أهل اليمن يسوم ناقة بمنى فقال من بعل هذه؟ أي ربها، أو صنم اسمه بعل كانوا يعبدونه وبه سميت بعل بك، أو امرأة كانوا يعبدونها {أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ} أحسن من قيل له خالق، أو أحسن الصانعين لأن الناس يصنعون ولا يخلقون.

.تفسير الآية رقم (130):

{سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130)}
{إِلْ يَاسِينَ} جمع يدخل فيه جميع إلياسين، أو زاد في إسم إلياس لأنهم يغيرون الأسماء الأعجمية بالزيادة كميكال وميكائيل {إل ياسين} تسليم على آله دونه وأضافهم إليه تشريفاً له، أو هو إلياس فقيل ياسين لمؤاخاة الفواصل كطور سيناء وطور سينين، أو دخلت للجمع فيكون داخلاً في جملتهم.

.تفسير الآية رقم (135):

{إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (135)}
{الْغَابِرِينَ} الهلكى، أو الباقين من الهلكى، أو الباقين في عذاب الله، أو الماضين في العذاب.

.تفسير الآية رقم (139):

{وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139)}
{يُونُسَ} بعثه الله تعالى إلى نينوى من أرض الموصل بشاطئ دجلة.

.تفسير الآية رقم (140):

{إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140)}
{أَبَقَ} فر، والآبق المار إلى حيث لا يعلم به وكان أنذرهم بالعذاب إن لم يؤمنوا وجعل علامته خروجه من بنيهم فلما خرج جاءتهم ريح سوداء فخافوا فدعوا الله تعالى بأطفالهم وبهائمهم فصرف الله تعالى عنهم العذاب فخرج مكايداً لقومه مغاضباً لدين ربه فركب في سفينة موقرة فلما استثقلت خافوا الغرق لريح عصفت بهم (ع) أو لحوت عارضهم فقالوا فينا مذنب لا ننجوا إلا بإلقائه فاقترعوا فخرجت القرعة عليه فألقوه فَأَمِنوا.

.تفسير الآية رقم (141):

{فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141)}
{فَسَاهَمَ} قارع بالسهام {الْمُدْحَضِينَ} المقروعين، أو المغلوبين.

.تفسير الآية رقم (142):

{فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142)}
{مُلِيمٌ} مسيء مذنب (ع)، أو يلوم نفسه على ما صنع، أو يلام على ما صنع.

.تفسير الآية رقم (143):

{فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143)}
{الْمُسَبِّحِينَ} المصلين (ع)، أو القائلين {لاَّ إله إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ} الآية [الأنبياء: 87]، أو العابدين، أو التائبين.

.تفسير الآية رقم (144):

{لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)}
{إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} إلى القيامة فيصير بطن الحوت قبراً له والتقمه ضُحىً ولفظه عشية، أو بعد ثلاثة أيام، أو سبعة، أو أربعين.

.تفسير الآية رقم (145):

{فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145)}
{بِالْعَرَآءِ} بالساحل (ع) أو الأرض، أو موضع بأرض اليمن، أو الفضاء الذي لا يواريه نبت ولا شجر {سَقِيمٌ} كهيئة الصبي، أو الفرخ الذي ليس عليه ريش.

.تفسير الآية رقم (146):

{وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146)}
{مِّن يَقْطِينٍ} القرع، أو كل شجرة ليس لها ساق تبقى من الشتاء إلى الصيف، أو كل شجرة لها ورق عريض، أو كل ما ينبسط على وجه الأرض من البطيخ والقثاء، أو شجرة سماها الله تعالى يقطيناً أظلته.

.تفسير الآية رقم (147):

{وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147)}
{وَأَرْسَلْنَاهُ} بعد نبذ الحوت (ع) فكأنه أرسل إلى أمة بعد أمة أو أرسل إلى الأولين فآمنوا بشريعته {(أَوْ) يَزِيدُونَ} أو للإبهام كأنه قال أرسلناه إلى أحد العددين، أو هو على شك المخاطبين، أو معناه بل يزيدون (ع) فزادوا على ذلك عشرين ألفاً مأثور، أو ثلاثين ألفاً (ع) أو بضعة وثلاثين ألفاً قاله الحكم، أو بضعه وأربعين ألفاً، أو سبعين ألفاً.